دراسة حول اتجاه الشیوخ الصفویین نحو التطورات الداخلیة لـ«طریقة» أردبیل حتی إعلان الشاه إسماعیل التشیعَ

تبحث المقالة عن المقومات المؤثرة فی السلوک والرؤیة التاریخیة ـ السیاسیة لشیوخ أردبیل قبل نشأة الصفویة، ومدی تأثرها بالحرکات المعاصرة لهم. ففی أواسط القرن الثامن نشاهد نموّ الإتجاه الدینی فی الطریقة الصفویة بسبب الفراغ السیاسی. العقائدی إثر غزو المغول من ناحیة وانهیار الخلافة من ناحیة أخری. ثم مابین القرن السابع حتی العاشر برز دور شیوخ طریقة أردبیل فی الساحة السیاسیة لثلاثة أسباب: أولاً. القرابة السببیة مع طائفة «آق قویونلو» وهی طائفة أریستوقراطیة طالبة للسلطة؛ ثانیاً. استغلال مفهوم الجهاد فی نهضتهم السیاسیة؛ ثالثاً: اعتناق فکرة الغلو فی الساحة الدینیة. فهذه الأسباب الثلاثة عوامل تفوّق طریقة أردبیل. إن غزو المغول ساعد علی نموّ النزعة إلی التصوف کنقطة ثقل روحیة بین جماهیر الشعب، کما هیأ المجال لتکوین الحکومة الصفویة السیاسیة فی القرن العاشر. وفی الوقت نفسه، جعل مسار طریقة أردبیل مساراً متجهاً نحو الحصول علی السلطة والتناسق مع الحرکات الصوفیة الأخری فی القرنین الثامن والتاسع. وهذه المقالة هذه والتی تم جمع بیاناتها بطریقة مکتبیة ضمن المنهج التاریخی والوصفی تحاول أن تجیب علی سؤالین هما: أین کانت الفکرة الدینیة فی طریقة أردبیل الصوفیة قبل قیام الدولة الصفویة؟ وأی العوامل کان لها تأثیر فی نشوء اتجاه الشیوخ الصفویین؟ فمع أن الفرق الصوفیة والغالیة تحولت تحولاً ذاتیاً إثر الغزو المغولی وتعزیز مکانة التصوف، لکن النقطة الهامة أن الصفویة التی نجحت فی تأسیس حکومة شاملة تعدّ أبرز عامل لبروز الحرکات الصوفیة فی الفترة المعاصرة لها.